يواصل مركز إبداع المعلم تقديم التعليم والدعم النفسي للأطفال في قطاع غزة من خلال برامج التعلم العاطفي الاجتماعي و الدعم النفسي الاجتماعي، التي تهدف إلى تقليل الفاقد التعليمي وتعزيز التعلم المستمر، وحماية الأطفال من التأثيرات النفسية الصعبة التي تعرضوا لها.
ورغم التحديات المستمرة، يتردد الأطفال على الملتقيات التعليمية، حيث يعمل المتطوعون وفق منهجية منظمة تساعدهم على مواصلة تعليمهم النظامي. وفي هذا السياق، أعربت السيدة ه.م، ولية أمر إحدى الطالبات، عن ارتياحها قائلة: "ما جعلنا نشعر بالاطمئنان هو أن الكادر التعليمي الذي يعمل مع أطفالنا يمتلك خبرة جيدة في التعليم الرسمي وفق المنهاج المعتمد، وساعدنا كأولياء أمور في دعم التعليم الإلكتروني، مما حفّز الأطفال وشجعهم على استعادة نمط حياتهم اليومي."
يدير مركز إبداع المعلم 13 مركزًا تعليميًا في مختلف مناطق قطاع غزة، حيث يشرف فريق من المتخصصين التربويين والنفسيين على تدريب المعلمين والمتطوعين وتأهيلهم لتقديم الدعم التعليمي والنفسي للأطفال. وتوفر هذه المراكز بيئة آمنة لممارسة الأنشطة التربوية، وتنمية المهارات الحياتية، وتعزيز الرعاية الذاتية، إلى جانب الأنشطة الرياضية والترفيهية.
ويشارك أكثر من 900 طفل من مختلف الأعمار في هذه الملتقيات التعليمية، التي لا تقتصر على التعليم فقط، بل تمتد لتشمل الرعاية النفسية والاجتماعية. وأكدت إحدى معلمات اللغة الإنجليزية المتطوعات أن هذه التجربة أتاحت لها فرصة اكتساب مهارات ميدانية قيمة، وجعلتها أكثر قربًا من الأطفال، حيث قالت: "شعرت بأهمية العمل التطوعي، خاصة مع الأطفال الذين يعانون من أوضاع معيشية قاسية في المخيمات، وسط أجواء باردة وظروف جوية صعبة."
من جانبه، أوضح فريق الأخصائيين النفسيين أن الوضع الذي يعملون فيه غير مستقر لكنه بالغ الأهمية، حيث يتم تقديم الدعم النفسي للأطفال والاستماع إليهم وتوجيههم، رغم أن حجم المعاناة كبير ويحتاج إلى جهود مستمرة ووقت أطول ليؤتي ثماره.
وأكد د. محمود البراغيتي، مدير برنامج الدعم النفسي الاجتماعي في قطاع غزة، أن هذه البرامج تلعب دورًا حيويًا في تخفيف المخاطر وتوفير الحماية، إضافةً إلى توجيه الأطفال نحو التفكير الإيجابي بالمستقبل. وأضاف أن "تقديم نماذج عملية وتطبيقية يساعد الأطفال على تجاوز الأزمة الحالية، في ظل فقدانهم لأهم احتياجاتهم الأساسية مثل البيت والمأوى الآمن." كما أكد أن البرنامج يعمل على بناء قدرات المعلمين والمتطوعين لضمان تقديم الدعم المناسب للأطفال، مع التركيز على تعزيز مهاراتهم الاجتماعية والعاطفية، مما يساهم في تحسين قدرتهم على التكيف والتعامل مع التحديات.
من جهته، أكد أ. سلاح سمارة، مسؤول برنامج التعلم العاطفي الاجتماعي في إبداع المعلم، أن البرنامج يسهم في استعادة العافية النفسية والتعليمية للأطفال، ويزودهم بمهارات اجتماعية تساعدهم على التكيف مع الظروف الصعبة. وأشار إلى أن الملتقيات التعليمية تقدم منظومة متكاملة تشمل التعليم والدعم النفسي والتوعية والحماية، وتغطي مختلف مناطق قطاع غزة. وأضاف: "في ظل الأوضاع الراهنة، أصبح من الضروري توفير بيئة تعليمية آمنة تساعد الأطفال على استعادة جزء من حياتهم الطبيعية. نحن لا نعمل فقط على إبقاء الأطفال في حالة تعلم، بل نوفر لهم مساحة للتعبير عن مشاعرهم والتعامل مع ضغوط الحياة اليومية بطريقة إيجابية."
وتشمل المراكز التعليمية التي يديرها "إبداع المعلم" في قطاع غزة: