أطلق مركز إبداع المعلم برنامجاً تدريبياً متخصصاً يستهدف طلبة علم النفس والخدمة الاجتماعية من جامعة النجاح الوطنية، جامعة بيت لحم، جامعة الخليل وجامعة بيرزيت ويهدف إلى تأهيل الطلبة ليصبحوا متخصصين قادرين على تقديم دعم نفسي واجتماعي فعّال للأطفال المتأثرين بالأزمات، ويأتي ذلك في إطار مشروع "الوصول الآمن إلى خدمات التعليم الشامل والكرامة وخدمات الحماية للأطفال في الأزمات"، بالشراكة مع مؤسسة الرؤية العالمية، حيث يستهدف المشروع 61 مدرسة في الضفة الغربية، ويعمل على تمكين الطلبة والمعلمين وأولياء الأمور من امتلاك الأدوات اللازمة لبناء بيئة تعليمية آمنة نفسياً، ويعكس البرنامج التزام جمعية مركز إبداع المعلم بمواجهة التحديات النفسية والاجتماعية التي يعاني منها الأطفال في المناطق المهمشة.
افتُتح البرنامج بحضور رئيسة مجلس إدارة مركز إبداع المعلم الأستاذة رائدة الشُعيبي والمدير العام للمركز الأستاذ رفعت صبّاح، وفي كلمتها الافتتاحية اكدت الأستاذة رائدة الشُعيبي على الدور المحوري للشباب الجامعي في تقديم الدعم النفسي والاجتماعي، مشيرةً إلى أن الاستثمار في هذه الطاقات الشابة هو استثمار في مستقبل أكثر تماسكاً وقدرةً على مواجهة الأزمات والصدمات النفسية العميقة.
ومن جانبها استهلت كل من يارا عواد ومنال الأطرش منسقتا المشروع اللقاء بعرض تفصيلي عن أهداف المشروع وأبعاده الإستراتيجية، حيث اشارتا إلى أن البرنامج يهدف إلى تعزيز قدرات الطلبة الجامعيين ليصبحوا قادرين على مُساعدة الأطفال الذين يعانون من آثار الأزمات من خلال إكسابهم المهارات اللازمة لقيادة جلسات الدعم النفسي بطرق علمية ممنهجة، وتطوير استراتيجيات تدخل مستدامة تلبي احتياجات الفئات الأكثر تأثراً.
ومن جانبه اكد مدير البرامج اسامة زامل على ان توجه المركز بالعمل مع الجامعات ليس مقصورا على هذا التدخل مؤكدا انه انه الى جانب توسيع العمل مع الجامعات يسعى المركز الى بناء شراكات في انتاج المعرفة عبر تنظيم مؤتمرات بحثية تخدم الهدف المنشود بتعظيم الاستجابة للاثار النفسية والاجتماعية التي تفرضها الاوضاع الحالية
وتنظم هذه الدورة بواقع 35 ساعة تدريبية مكثفة يُشرف عليها كل من د. فردوس سلامة ود. موريس بقلة، واللذان يُقدمان محتوى تدريبي متكامل يُغطي كافة الأبعاد النفسية والاجتماعية ويعتمد على منهجية دمج المعرفة النظرية العميقة بالتطبيقات العملية المتقدمة، مُركّزاً على مهارات الدعم النفسي والاجتماعي، تقنيات التفريغ النفسي والاسترخاء، الأنشطة الترفيهية في العلاج النفسي، الإسعافات النفسية الأولية، استراتيجيات الإرشاد النفسي الفردي والجماعي والعائلي، التوجيه القائم على الحلول والعلاج السلوكي المعرفي، بالإضافة إلى محاكاة عملية لجلسات الدعم النفسي.
بعد اجتياز التدريب، سينتقل المشاركون إلى تنفيذ تدخلات ميدانية مباشرة في المدارس المستهدفة مثل الاستشارات النفسية الفردية والجماعية للأطفال، وتنظيم ورش توعية لأولياء الأمور لتوفير بيئة دعم نفسي مستقر للأطفال، فالبرنامج التدريبي يتبنى منهجية شمولية تسعى لبناء منظومة متكاملة للدعم النفسي في المؤسسات التعليمية والمجتمع المحلي.
من خلال هذه الجهود، يسعى المركز إلى تأهيل جيل جديد من الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين، ليصبح الدعم النفسي الاجتماعي نهجاً متكاملاً لإعادة بناء الأفراد والمجتمعات، ويسعى البرنامج إلى تمكين الأطفال من تجاوز الصدمات والمضي قُدماً بثقة، مما يعزز قدرتهم على الصمود في وجه التحديات.