مبادرون مختصون يطلقون ائتلاف حماية الطفل الفلسطيني بغزة

ضمن الاستجابة الإنسانية العاجلة لحماية الأطفال في قطاع غزة، أطلق مبادرون مختصون في مجال الصحة النفسية والعلوم الإنسانية والقانون الدولي مبادرة حماية الطفولة من خلال إنشاء ائتلاف حماية الطفل الفلسطيني. يُعتبر هذا الائتلاف الأول من نوعه، ويهدف إلى تقديم خدمات إنسانية متعددة للأطفال وبرامج توفر لهم الحماية وترصد الانتهاكات التي يتعرضون لها نتيجة استمرار الحرب المتواصلة، حيث أن الأطفال هم أكثر الضحايا في هذه الحرب من الأطفال والنساء بنسبة تفوق 70% من عدد الضحايا، بالإضافة إلى حالات متعددة من الإعاقة بأنواعها المختلفة.

هذا ما دفع المختصين إلى إطلاق مبادرة مجتمعية مع شركاء من المؤسسات المجتمعية التي تعمل في مجال الطفولة لتقديم نموذج من العمل الموحد الذي يساعد في تحسين الخدمة لهؤلاء الأطفال وتوجيه الأنظار إلى الانتهاكات التي يتعرضون لها من أجل مساعدتهم والدفاع عن حقوقهم التي انتُهكت خلال فترة الحرب. حضر اللقاء الافتتاحي للائتلاف مجموعة من المؤسسات الشريكة، التي تؤمن بفكرة العمل المنظم والجماعي وتقديم الخدمات التي تساهم في حماية الطفولة، وتساعد في إنشاء قواعد بيانات العمل ورصد الاحتياجات للأطفال الذين يتعرضون لها يومياً بسبب الحرب المستمرة، وكذلك لإرسال رسالة الأطفال إلى المنظومة المحلية والدولية للوقوف سوياً في الدفاع عن الظلم الذي يحيط بالأطفال من جرائم قاسية ومؤلمة والتي تركت تأثيرات صعبة على حياتهم ونظرتهم للمستقبل.

وأشار الدكتور محمود البراغيتي، مؤسس الائتلاف ومنسق مركز إبداع المعلم في غزة، إلى أن انطلاق الائتلاف يهدف إلى رسم قواعد العمل المشتركة مع المؤسسات المجتمعية والدولية ورصد احتياجات الأطفال وفقًا لمنظومة العمل التشاركية التي تُظهر مدى التحديات التي يتعرض لها الأطفال. هذا ينطلق من واقع المعاناة والظروف الصعبة التي يعيشها الأطفال الذين يتعرضون بشكل مستمر للإبادة والتدمير على المستويين النفسي والتعليمي والاجتماعي، مما يضعنا أمام مسؤوليات أخلاقية وفقًا للحاجة والاهتمام من ذوي الاختصاص الذين يقع عليهم رفع صوت الطفولة في غزة والدفاع عن حقوقهم ليعيشوا بسلام وأمان.

وتطرق المشاركون من المؤسسات المجتمعية إلى أهمية الائتلاف في وضع الصورة الحقيقية لمعاناة الأطفال في غزة وكذلك دوره في دعم العمل الجماعي الذي ينظم الخدمة المجتمعية في تحقيق مسارها في خدمة حقوق الطفولة. هذا ما أكده الأستاذ رفعت صباح، مدير عام مركز إبداع المعلم في فلسطين، بأن مثل هذه الجهود مهمة في ظل الظروف الصعبة والراهنة والتي نرى فيها اعتداءً مباشراً على حقوق الطفل وسلب حريته وتدمير آفاقه المستقبلية، وهذا ما يدفعنا إلى أن نكون معهم في واقع الأزمة الصعبة والحرب القاسية التي يتعرضون لها، مما يعبر عن أهمية الدور الذي سيقوم به الائتلاف بوضع بصمة حقيقية وميدانية تخدم الأطفال في مجالات متنوعة.

وأكد أ. صباح أن مركز إبداع المعلم يعمل بكل ما لديه من إمكانيات لخدمة الأطفال ومناصرة القضايا الخاصة بهم، والاهتمام بالجانب التعليمي والنفسي وبرامج الحماية المختلفة. حيث قدم الدكتور محمد شبير، عضو الائتلاف، هدف الائتلاف وفلسفة العمل التي تتضمن الدفاع عن حقوق الطفل وفقاً للنظام الفلسطيني والدولي والاتفاقيات الدولية التي تحمي الطفل في كافة أماكن تواجده. وتمت مناقشة النموذج وآليات وتصور العمل المستقبلي للائتلاف الذي تم عرضه على الشركاء المشاركين، ووضع التعديلات والإضافات المناسبة. وأكد شبير أن الائتلاف سيكون متاحًا للجميع ومن يرغب في الانضمام لعضويته والذي هدفه الشراكة الفاعلة من كل منظومة العمل الفلسطيني التي تهتم بالأطفال.

هذا نوه إليه الأعضاء المشاركون من جمعية نبض السلام للصحة النفسية المجتمعية أن الانطلاقة تحتاج إلى تكاتف الجهود لأن الفئة التي سنعمل معها مهمة وهي أيقونة بناء المجتمع والدور المهني والأخلاقي والإنساني يتطلب منا الاستمرار بالجهود التطوعية لنقل رسالتهم إلى كل العالم والدفاع عنهم أمام كل المنظمات الدولية.

وفي ختام اللقاء الأول للائتلاف تم عرض التوصيات والمقترحات والاتفاق على الانطلاق وفقاً لبرنامج يحتوي على مجموعة الأنشطة والفعاليات المجتمعية، حيث سيتم مباشرة العمل الائتلافي بداية من شهر أغسطس 2024 وبالشراكة والتعاون مع المؤسسات المحلية والدولية.