قال رئيس الإئتلاف التربوي الفلسطيني، والحملة العالمية للتعليم، رفعت صباح، إن الاحتلال يرفع شعار " لا نريد تعليماً للفلسطينيين بالقدس" ويتبع اسلوباً خطيراً من أجل تفريغ نظام التعليم في القدس من المنهاج الفلسطيني لاعتباره منهاجاً وطنياً. موكداً أن الاحتلال قد خصص ملياري شيكل من أجل تهويد التعليم وأسرلة المنهاج والسيطرة عليه.
وقال صباح في حديث لبرنامج "شد حيلك يا وطن" الذي تقدمه ريم العمري عبر شبكة وطن الاعلامية " اذا فرض الاحتلال سيطرته على التعليم في القدس، سيرحلون سكانها، وهم سيسطرون على الوعي حينها، وهدفهم تفريغ القدس من أصحابها لنقلهم الى الداخل المحتل او خارج القدس".
هذا وقد كثف الاحتلال من هجماته ضد المؤسسات القابعة في القدس المحتلة وتحديداً المؤسسات التعليمة، حيث قام مؤخرا بإغلاق مدرستين بحجة عدم الترخيص، وتحويل المدينة الى ثكنة عسكرية، واغلاق مكتب مديرية التربية والتعليم فيها.
واوضح صباح أن الاحتلال منذ عام 1967 يكثف من هجماته في القدس المحتلة، إلا ان الهجوم قد بدا واضحاً تجاه المساس بالمؤسسات التعليمية في القدس.
بدوره استنكر الائتلاف التربوي الفلسطيني ومؤسسات قطاع التعليم في بيان وصل وطن نسخة عنه أمس الثلاثاء، تلك الانتهاكات والمحاولات لأسرلة التعليم في القدس، واعتبر الائتلاف أن إغلاق مدرسة لتحويلها إلى مدرسة صناعية انتهاك صريح لحق التعليم وحرمان للفتيات من حقهن في التعليم وهو حق كفلته كافة المواثيق والمعاهدات الدولية.
وقال صباح "قضية التعليم مدخل مهم لتفريغ المحتوى الوطني في القدس، وتحديداً بعد اعلان ترامب نقل السفارة بلاده الى القدس، حيث أصبح الاسرائيليون أكثر توحشاً".
وتابع حديثه "هم يحارون الهوية، خاصة وأن المنهاج الفلسطيني يعزز وعي الطلبة والمدرسين تجاه القضية الفلسطينية، بينما المنهاج الإسرائيلي يعزز القيم الصهيونية وهي تعاكس قيمنا الوطنية".
واشار خلال حديثه إلى أن المنهاج الإسرائيلي يتضمن عرض قضايا خطيرة جداً، تتعلق بمنظومة قيم اجتماعية واخلاقية، تهدف الى "صهينة" الطلبة. مؤكداً أن قضية المساس بالمنهاج التعليمي في القدس هي قضية وطنية وليست عادية.
وأوضح أن الاحتلال يعمل على "أسرلة المناهج" التعليمية في القدس بشكل "ناعم"، من خلال اتباع سياسة "الاغراءات" وتقييد ممنهج يطبق على المدارس والمدرسين، بحذف وتغيير بعض النصوص والشعارات والصور الموجودة داخل الكتب المقررة. مشيراً إلى أن الاحتلال عمد مؤخراً على حذف كلمات من الكتب كـ" الانتفاضة، عائدون".
وبالحديث عن سياسية الاغراءات التي يتبعها الاحتلال تجاه مدارس القدس، أكد أن الاحتلال قدم في عام 2018 ما قيمته 67 مليون شيكل لتغيير المنهاج الفلسطيني، و 68 مليون شيكل لتطوير البنية التحتية في القدس، و 10 ملايين للمدارس التكنولوجية. غير أن الاحتلال رصد ملياري شيكل فقط لتهويد التعليم في القدس.
وأكد صباح أنه بالرغم من الهجمات الإسرائيلية إلا أن المعلمين مدركين للقضية الفلسطينية والوطنية، وأن بعض المدارس التي تستجيب لاجراءات الاحتلال بما يخص تغيير منهاج التعليم لديها من المنهاج الفلسطيني إلى الاسرائيلي تحصل على التمويل، وفي المقابل فمن يعارض تلك الاجراءات يقطع عنه التمويل.
وقال : المواطنون في القدس يمرون في ضائقة وحيرة كيف سيديرون أوضاعهم المالية في سياق تحدي مالي تواجهه مدارس القدس، بجانب تقييدات تفرض على السلطة بعدم تمويل المدارس فيها".
واوضح أن الاحتلال لم يهاجم قطاع التعليم في القدس فقط وانما هو يسعى إلى تقريغ المدينة من سكانها أيضا، وتحويل الذهنية المتركزة في القدس الى ذهنية" صهيونية".
وقال " يمكن الوقوف أمام تغيير الذهنية ولكن إذا بقيت السياسيات الوطنية الفلسطينية، والتحرك المدني، بهذا التباطؤ بعدم التنسيق، يستطيع الاحتلال تحقيق ما اراده في نهاية المطاف، ونحن نلوم أنفسنا كمجتمع مدني حيث لم نقدم ما يكفي من أجل الدفاع عن التعليم في القدس".
وعن قرار الاحتلال إغلاق مكتب مديرية التربية و التعليم و مدرسة عبد الله بن الحسين في القدس العريقة، أكد صباح أن المدرسة قد أقيمت على أراضي الأوقاف وشيدت من قبل الحكومة الأردنية. مؤكداً أن مدرسة عبد الله بن الحسين هي من أعرق المدارس في القدس المحتلة.
وقال "ما يقوم به الاحتلال هو تهويد بطرق مختلفة، وهم لا يريدون اللجوء الى طرق معلنة فجة حتى لا يجابهون من قبل المؤسسات الدولية، فهم لا يقولون مثلا نريد اعتقال كل من يدرس المنهاج الفلسطيني، فهم يقومون بخطوات متلاحقة". مؤكداً أن إغلاق مكتب مديرية التربية و التعليم واعتقال مدير التربية في القدس هو أمر خطير.
وأشار خلال حديثه إلى أن ست مدارس تابعة لوكالة غوث اللاجئين (الأونروا) قد طالتهم الهجمة الاسرائيلية، حيث من المتوقع أن يقوم الاحتلال بإغلاق ثلاث مدارس منها بحجة أنه لا يسمح للوكالة بالعمل في القدس.
" لا يوجد سياسات وطنية موحدة.. ومدارس اغلقت في القدس لأسباب مالية"
وأوضح صباح أن مواجهة الاحتلال في القدس يجب أن يجابه بسياسات وطنية موحدة تقودها السلطة تضم الاحزاب السياسية والمستوى الرسمي، واهالي القدس ومؤسسات المجتمع المدني، وبوضع حملة منظمة لمجابهة ممارسات الاحتلال.
وفي ذات السياق، أوضح أن المقدسيين يعون تماماً ما يحدث، وهم متمسكون في ثوابتهم وبحماية المنهاج التعليمي من التهويد، إلا ان الاحتلال استمر في مخططاته للأسرلة التعليم.
وشدد قائلاً " اهالي القدس يمرون بضائقة مالية، فهل ستتمكن السلطة من سد هذه الثغرة؟ وكيف لنا كمؤسسات مجتمع مدني واحزاب أن نساعد في هذا الجانب لسد الفراغ المالي، حتى لا يكون المواطنون أسرى لسياسة الاغراء التي يتبعها الاحتلال في مدارس القدس"
وأشار إلى أن بعض المدارس قد اغلقت بسبب عدم توفر الاموال لديها.
https://www.youtube.com/watch?v=76NYKZwr-dI&feature=emb_title