شارك مركز إبداع المعلم في ندوة "الإبادة التعليمية" التي نظمتها مجلة منهجيات في يوليو 2024، والتي ركزت على محاور متعددة منها الإبادة التعليمية في فلسطين، والتحديات التي تواجه التعليم في غزة، وإمكانية العودة إلى ما قبل الحرب.
أدار الندوة الدكتورة جمانة الوائلي، التي أكدت في افتتاحيتها على أهمية التعليم كأداة للصمود والمقاومة، وأشارت إلى أن النضال من أجل التعليم هو جزء لا يتجزأ من مواجهة الاستعمار. ودعت الجميع إلى متابعة مجلة منهجيات والمشاركة بمساهمات تعزز الحوار وتثري التجربة التربوية في العالم العربي.
من بين المتحدثين الرئيسيين كان الأستاذ رفعت صباح، رئيس الحملة العالمية للتعليم ومؤسس ومدير عام مركز إبداع المعلم، الذي أشار إلى أن مصطلح الإبادة موجود تاريخيًّا في فلسطين، وهو يمثّل كلّ الإجراءات والمُمارسات المُمنهجة التي سعى الاحتلال من خلالها لتدمير النظام التعليميّ وتقويضه مادّيًّا ومعنويًّا، وجعل قابليّة التعليم مستحيلة. وأشار إلى أنّ مصطلح الإبادة التعليميّة (Educide)، هو الاستهداف المقصود والمباشر لتقويض النظام التعليميّ بكلّ جوانبه وعناصره، سواء كان الاستهداف للمعلّم أو للمناهج أو للبُنية التحتيّة، وركّز على ضرورة الانتباه إلى التفكير والمنهجة المقصودة لتقويض النظام التعليميّ.
أوضح الأستاذ رفعت صباح أن التشويه المنهجي للعملية التعليمية في فلسطين يشكل جزءًا من الإبادة التعليمية، مشيرًا إلى بدء هذه العملية في القدس عبر إغلاق مكتب التربية وتغيير المناهج الفلسطينية بهدف تدمير النظام التعليمي. وأكد على التحديات التي تواجه التربويين، مثل الضغوطات النفسية الناتجة عن غياب الاستقرار والاعتقالات، والتي تتطلب الاهتمام بالصحة النفسية للتربويين لمواجهة الأزمات النفسية والاجتماعية التي تعقد حياتهم في ظل الأوضاع الراهنة.
مؤكداً على أهمية التضامن في مواجهة الأزمات في غزة والضفة الغربية. كما أكد على دور المؤسسات التربوية في تقديم الدعم والتعامل مع القلق والتوتر، مُشيرًا إلى أن التعليم يمثل أداة للمقاومة والتحرر والوعي في مواجهة الاستعمار والإبادة الثقافية. وأبرز أهمية الصمود والرسائل الإيجابية من غزة لتعزيز الروح المعنوية في مواجهة التحديات.
تضمنت الندوة أيضًا مداخلات من شخصيات بارزة مثل الأستاذة ميسون أبو موسى، والدكتور ريام كفري- أبو لبن، والأستاذ أحمد عاشور، والأستاذ مالك الريماوي، الذين قدموا رؤى وتحليلات حول تأثير النزاع المستمر على التعليم في فلسطين والحاجة إلى تطوير نهج تعليمي يتناسب مع الواقع الحالي.
وفي سياق الندوة، تمت مناقشة العديد من القضايا الهامة مثل الصعوبات التي تواجه التربويين الفلسطينيين في ظل الظروف الحالية، وضرورة البحث عن طرق مبتكرة لضمان استمرارية التعليم في غزة.
خلصت الندوة إلى أن التعليم في فلسطين هو فعل حياة وصمود، وأنه يجب تبني استراتيجيات تعليمية مبتكرة تساهم في تعزيز الهوية الوطنية الفلسطينية والتأكيد على الحق في التعليم كمبدأ أساسي لا يمكن التخلي عنه.