يواصل فريق الصحة النفسية في مركز إبداع المعلم تقديم خدمات الإسعافات النفسية الأولية والدعم النفسي في قطاع غزة، حيث يستمر الفريق المختص بالتدخلات النفسية بتقديم مبادرات متنوعة تهدف إلى تخفيف المعاناة عن أهلنا في القطاع ومساعدتهم على تجاوز الإجهاد النفسي الحاد الناتج عن استمرار صدمة الحرب القاسية والتأثيرات الناتجة عنها من مشكلات نفسية واجتماعية وصحية.
استطاع المختصون في الصحة النفسية تقديم خدمة الاستشارات النفسية لأكثر من 120 أسرة حول كيفية التعامل مع الأطفال المتعرضين للصدمات، وتنفيذ 12 لقاء توعية للأهالي لمساعدتهم على تحسين القدرة النفسية في تخفيف حدة الضغط النفسي من خلال أنشطة الدعم النفسي، وتنفيذ الزيارات الميدانية لبعض الحالات التي تحتاج إلى تدخل عاجل وطارئ، لتحديد الاحتياجات النفسية وتقديم التدخلات المناسبة. ويستمر عمل الفريق في مناطق متعددة من جنوب قطاع غزة، والتدخل العاجل مع الحالات لمنع الانتكاسة للحالات التي تعاني من ظروف الحرب، وخصوصًا الحالات التي تعاني من الاضطرابات النفسية والتي تتلقى الأدوية الصحية والمراكز المتخصصة لتنفيذ العلاج بالشكل المناسب.
وأكد الخبير النفسي واستشاري مركز إبداع المعلم في غزة، الدكتور محمود البراغيتي، أن هناك ظروفًا صعبة وتحديات يعيشها الأطفال نتيجة الشدة والحدة في المشاهد المؤلمة التي يتعرضون لها مما شكل لهم تأثيرات نفسية خطيرة كذلك على المستوى الصحي والاجتماعي. ونوه البراغيتي بأن التقصير في التدخلات المبكرة يزيد من تفاقم المعاناة عند الأطفال ويعرضهم لمزيد من الخطر، حيث تأتي هذه التدخلات العاجلة ضمن الإسعاف الأولي، حيث إننا بحاجة إلى المزيد من البرامج والخطط المهنية العلاجية التي تساعد في استعادة العافية النفسية لهم ولعائلاتهم الذين يعانون من الألم النفسي المترتب على ظروف الحرب القاسية ونقص في الإمكانيات والاحتياجات الأولية التي تزيد من حدة الصراع النفسي وتزيد من شدة الضغوط النفسية.
نحن نعمل مع فريقنا في غزة ضمن سلسلة من المبادرات لتحسين مستوى الصحة النفسية ومساعدة الناس على استعادة التأقلم النفسي. وحول البرامج، أكد الدكتور محمود البراغيتي أن حجم الاحتياج كبير، ولكن نعمل ضمن خطة طوارئ للفئات الأكثر احتياجًا ونسعى دائمًا للوصول إلى كل فئات المجتمع في جميع أماكن تواجدهم كما تم العمل معهم في مناطق النزوح ومراكز الإيواء والمخيمات المنظمة وغير المنظمة.