يعمل مركز ابداع المعلم منذ بداية الحرب في قطاع غزة من خلال فريق الأزمات والطوارئ حيث عمل على بناء خطة تدخلات بحيث تركزت تدخلات الدعم النفسي الاجتماعي في مراكز الإيواء على الاسعاف النفسي الأولي والتفريغ النفسي، وتعزيز مهارات التعلم العاطفي الاجتماعي وخاصة : مهارة الوعي بالذات ومهارة ادارة الذات ، حيث نفذ فريق المركز مجموعة من أنشطة ضمن خطوات الاستجابة العاجلة مع الأطفال والأهالي :
تم استهداف 72 مركز إيواء بواقع 144 نشاط ، ووصل عدد المستهدفين من كافة الفئات الى 54150 ، منهم 44000 طفلا و 10150 من أولياء الأمور ( في الوسطى و خانيونس ورفح )
وقال سلاح سمارة منسق المشروع ان التدخلات مع الأطفال و الأطفال ذوي الإعاقة و الجرحى : تهدف الى توفير مساحة آمنة للتفريغ النفسي لمساعدة الأطفال والبالغين من التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم. وتقليل التوتر والقلق. وتشجيع التواصل الإيجابي بين الأطفال وبين الأهالي، وتعزيز مهارات التعلم العاطفي الاجتماعي التي تساعد في إدارة العواطف والتفاعل الاجتماعي الصحي من خلال مجموعة من الأنشطة والألعاب الجماعية التي تساعد في تفريغ مشاعر الحزن والاحباط والالم من خلال اللعب. وخلق مساحة تفاعلية يستطيع من خلالها الاطفال مع مقدمي الرعاية ايجاد متنفس صحي يساعدهم في التفريغ الانفعالي. اضافة الى جلسات التأمل وتقنيات التنفس العميق.
وبين سمارة ان مجموعة من التدخلات استهدفت أولياء الأمور: وتركزت على التثقيف النفسي والارشاد والتوعية والتفريغ النفسي للمشاعر والأفكار لتحقيق التوازن والاستقرار العاطفي والنفسي الذي يساهم في دعم صحتهم النفسية والاجتماعية وتحسين جودتها وتعزيز القدرة على التكيف خلال الاوقات الصعبة وتمكينهم من تقديم الرعاية لأنفسهم وللآخرين.
وأوضح سمارة ان المركز لم يغفل المساعدات الإنسانية، حيث قدمت جمعية مركز ابداع المعلم مساعدات غذائية وملابس وقرطاسية ومعدات رياضية والعاب، وذلك بهدف تخفيف العبء عن العائلات الذين تأثروا جراء الظروف الراهنة وتوفير بيئة ملائمة للتعافي .
واكد سمارة ان العمل ما زال جاري من خلال تنفيذ مبادرة التهيئة التعليمية والنفسية في مدرسة ايواء كمال ناصر ، وتم تدريب مختص للمعلمين المشاركين ، وتنفيذ الدروس المتخصصة في الرياضيات ، واللغة العربية ، واللغة الإنجليزية ، وتعزيز مهارات التعلم العاطفي الاجتماعي من خلال أنشطة تعليمية هادفة تحاول اعادة تهيئة الأطفال للعملية التعليمية ومساعدتهم على استثمار التعليم وقت الأزمات .
ونتيجة التدخلات التي قامت بها جمعية مركز إبداع المعلم وقت الطوارئ والاستجابة السريعة للظروف الواقعة في غزة ، حيث أشار الدكتور محمود البراغيتي استشاري الصحة النفسية لفريق الدعم النفسي في غزة بأن التدخلات اظهرت تحسن على مستوى البناء النفسي والفكري لدى الأطفال وذويهم على حد سواء وتبين ذلك من خلال مشاركة سيدة تعرض منزلها للقصف الكلي واستشهاد جميع أطفالها والتي كانت في حالة صعبة جدا على المستوى النفسي ، عبرت عن مشاعر الحزن والقهر النفسي إلا ان المنشطين استطاعوا مساعدتها على تغيير نمط التفكير لها وتعليمها مهارات التحصين النفسي والتخفيف من حدة الاجهاد ، من خلال الأنشطة الفردية والجماعية ، حيث قالت أنا اليوم افضل ويمكنني ان استمر في الحياة .
، نحن بحاجة إلى من يساعدنا ويقف معنا ومرهقين من الوضع الذي يحدث ، تعلمت وشاركت وتفاعلت واصبحت اكثر حيوية من السابق
رصد فريق الدعم النفسي قصة سارة التي تبلغ من العمر 8 سنوات استشهدت والدتها واخواتها خلال العدوان ، تبكي باستمرار و لا تنام الليل من شدة الفراق شاركت في احدى الأنشطة من خلال اللعب والعرض المسرحي وتفاعل معها المنشطين واعطوها الفرصة للمشاركة في الأنشطة والتعبير عن مشاعرها والإنشاد امام الاطفال. والتعبير بالرسم ، وتقديم الهدايا التحفيزية ، حيث تفاعلت مع الجميع بشكل جيد ، وبعد انتهاء النشاط جلسنا وقدمنا لها المساندة النفسية والكلمات الجميلة ومعها كانت عمتها اثناء النشاط ، حيث قالت سارة ابتسمت اليوم منذ اكثر من 28 يوم من مرور الحرب وفقدان اهلها