لم يحالف الحظ الشابة خولة من إكمال دراستها الثانوية بمخيم البقعة في الأردن على الرغم من ذكائها وتفوقها لأسباب اسرية، فتزوجت قبل ان تكمل الثامنة عشرة من عمرها وانتقلت إلى فلسطين عبر تصريح زيارة للضفة الغربية المحتلة، لم تعود واصبحت تقييم بدون تصريح وهذا الأمر الذي اعاق حركتها نتيجة وجود الاحتلال الإسرائيلي.
خولة أصبحت بدون أي من أفراد أسرتها وحرمها الاحتلال زيارتهم فلم تعد ترى لا اخوة ولا اخوات او اعمام او اخوال، وبعد عام واحد انجبت الطفل الاول وبعده مباشرة انجبت الثاني وقبل أن يكمل عامة الاول توفي بشكل مفاجئ. فاصيبت بحالة نفسية صعبة حاول إخراجها منها، وبعد فترة انجبت طفلة لكنها لم تكمل عامها الاول وتوفيت فدخلت في حالة نفسية أصعب من الاولي، وحاول الجميع زوجها واهله جاهدين ان يخرجوها من وضعها النفسي.
تلك الأحداث كان تمر على خولة بشكل صعب جداً خاصة وأن الاحتلال يمنعها من زيارة أهالها، ولم تكن قد حصلت على هوية فلسطينية، فوجدت نفسها أمام خيار إكمال تعليمها في مرحلة الثانوية العامة، وساعدها الجميع في تجهيز الاوراق المطلوبة وقبل يوم واحد من انتهاء التسجيل سجلت للثانوية العامة، بدأت الدراس بشكل مكثف بالتزامن مع رعاية اسرتها وحصلت على معدل 92 والتحقت بالجامعة وتخرجت في أقل من ثلاث سنوات تخصص أدب انجليزي.
وبدأت خولة تعلم أطفال القرية وتساند المدرسة في حال تاخر تعين المعلمات أو كان هناك اغلاقات ومنع الحركة. واصلت العمل بشكل تطوعي في المدرسة وما بعد المدرسة لاسناد الطلبة وفي اقل من عامين كانت قد اسست مركز متطور لتعلمي اللغة الانجليزية للطلبة، وبعد اقل من عاميين تعلمت اللغة الفرنسية وحصلت على ماجستير لغة فرنسية، واصبحت تدرس اللغة الفرنسية في المركز الخاص بها واتسع مجال الخدمات التي تقدمه عبر المركز عبر التنسيق مع المؤسسات التي تقدم خدمات مجانية للاطفال مثل جلسات الارشاد دروس تقييم قدرات الاطفال لغاية الصف السادس .
وأصبحت خولة تمثل القرية في شراكتها مع بلدية للاحدى المدن الفرنسية وتترجم لوفود القادمة من فرنسا ومن خلال نشاطها تم الاتفاق على تعليم الطلبة في المدرسة اللغة الفرنسية وبناء على طلب السفارة الفرنسية والمجلس القروي تم تعيينها معلمة للغة الفرنسية في المدرسة. وهي اليوم مشرفة اللغة الفرنسية على 3 مدارس تدرب الملعلمات الخريجات لتعليم اللغة الفرنسية في المدارس الاساسية والثانوية.
اليوم خولة تنسق مع المنظمات الدولية في الدول الناطقة باللغة الفرنسية لعمل توائمة مع البلديات والمجالس القروية في مناطق ما تسمى سي القريبة من الجدار وتعد نشرة باللغة الفرنسية لتعميمها حول اجراءات وممارسات الاحتلال ضد الاطفال والارض.