منذ عشرت سنوات مرت وفي قرية نائية تتبع لمحافظة المنيا المصرية لا أزال أتذكر كلمات سناء في أول حديث لها معي عن حبها وشغفها بالحصول على فرصة تعلم تغيير مسار حياتها، حيث شكل سؤالها “انا نفسي اتعلم وده حلمي وامنيه حياتي حتقدري تساعديني"، دفعاً لدى مدرب برامج محو الامية وتعليم الكبار الأستاذة هناء فوزي سنائيل لافتتاح أول مركز تعليمي يهتم في تعليم الفتيات الكبار.
افتتح المركز تعليم الفتيات الكبار وكانت سناء من اوائل الملتحقين به، وفي حينها كنت تبلغ من العمر 25 عام، وانطلق خطوات تحقيق الحلم متحدية كل المعوقات من عادات وتقاليد وضعف المستوى الاقتصادي لأسرتها حتى حصلت على أول ل شهادة في حياتها وهي شهادة محو الأمية والتي تعادل شهادة التعليم الأساسي.
وتحولت حياة سناء من فتاة مهمشه الى فتاة قادرة على تحدى الصعاب وسرعان انضمت إلى المرحلة الاعدادية وواصلت تعليمها بالمدرسة، ولا ترى سوا حلمها في استكمال مسرتها التعليمية ونجحت بتقدير جيد جدا والتحقت بالمرحلة الثانوية المهنية، التي شكلت بالنسبة لها اشراقة نور أخرجتها من بوتقتها حيث أنه ولأول مرة ستخرج قريتها بمفردها، وتتحمل عناء السفر يوميا لمدرستها التي تبعد عن قريتها بحوالى15كم واستمرت في مسيرتها حتى حصلت على شهادة الدبلوم الفني قسم حياكة.
سناء لم تتوقف هنا وحسب في مسيرتها فأيمانها بأهمية أن تكون مستقلة مادياً وبدورها القيادي في المجتمع، دفعها نحو فتح فصل تعليمي لمحو الأمية وباشرت في رفع وعي الفتيات في قريتها بأهمية التعلم وحفزتهم نحو الانضمام بفصول تعليم الكبار بالمركز
واصبحت سناء الفتاة الامية التي لم تخرج من قريتها طيلة الـ 25عام الى قائدة تنموية، وقادت حركة تمكين السيدات بالقرية من خلال قيامها بتدريبهم على حرفة الحياكة حتى يتمكن اقتصاديا، وتتمني حالياً الحصول على المزيد من التعلم المستمر والنجاح.
بقلم هناء فوزي
2021